كلمة قائد كلية زايد الثاني العسكرية
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىءٍ فيِ سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}
[سورة الأنفال: 60]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعاظمت الأماني والأحلام مع قيام دولة الاتحاد، لتبلغ عنان السماء بطموح رجلٍ وحَّدَ الأمة، وتحت رايته اجتمعنا، معاهدين الله تعالى على أن نكون جنوداً أوفياءَ لأرض الوفاء، ومن هذا المنطلق جاء قرار إنشاء كلية "زايد الثاني العسكرية" في عام 1972، بنظرة مستقبلية متفائلة وواعية من صاحب الرؤية الثاقبة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - حيث أدرك، رحمه الله، آنذاك أهمية بناء كلية عسكرية لتأهيل وتدريب المنتسبين للقوات المسلحة، ليتخرجوا ويتقلدوا - تدريجياً - المناصب القيادية بالقوات المسلحة. وتأسست الكلية في وقتٍ سابق لوحدة القوات المسلحة، وبحكمة المغفور له الشيخ زايد - رحمه الله - ولإدراكه بأنه حتماً ستتحد القوات المسلحة يوماً ما وستكون الكليةُ هي الرافدَ الأساسيَّ لكوادرها.
ولقد داومت كلية "زايد الثاني العسكرية" على الارتقاء بالعنصر البشري وتمهيد الطريق أمام أبناء الوطن، لينهلوا من الدراسات التخصصية الأكاديمية العالمية، ليكونوا دائماً على مستوى عالٍ من الكفاءة والاقتدار، وعلى أهبة الاستعداد للتعامل مع أحدث النظم والأساليب والمعدات العسكرية والعلمية والتقنية والأقدر على مواجهة تحديات العصر.
ولا شك في أن عملية التطوير والتحديث التي شهدتها كلية "زايد الثاني العسكرية" طوال سنواتٍ مضت، وأصبحت بموجبها رافداً أساسياً لتعزيز التنمية البشرية، هي ثمرة جهود متواصلة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله - الذي سخر كافة الطاقات والإمكانات لتطويرها، وجعلها على أهبة الاستعداد على الدوام لحفظ أمن الوطن والمساهمة في حفظ الأمن والسلام على الصعيدين: الإقليمي والعالمي، وبمؤازرة من أخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي - رعاه الله -، وبمتابعةٍ حثيثةٍ من قِبل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لهذا الصرح العلمي الشامخ.
ومن هنا ندعو أبناء الوطن والأجيال المقبلة منهم إلى أن يتسلحوا بالعلم والعمل وحب الانتماء وزرع روح المواطنة الحقة، لكي يستمروا على الطريق، التي أرساها وخطط لها قائدنا وباني دولتنا، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - وآماله وأحلامه الكبيرة التي خاض من أجلها الكثيرَ من المعارك والجهود واتخذ فيها مواقف الرجال، حتى غدت اليوم واقعاً ملموساً ونجاحاً يُحَسد عليه، وانتقلنا بفضل أمانيه وآماله وأحلامه وأعماله من إمارات صغيرة بإمكانات قليلة، لا يَسمَع عنها أحد إلى دولة ناهضة ومتطورة وناجحة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وعسكرياً ومستقرة أمنياً، لتساهم بدورٍ حضاريٍّ يخدم الإنسانيةَ والمسيرةَ الحضاريةَ.
ولا ننسى الكلماتِ الطيبة والمضيئة التي أطلقها الغائبُ عن عيوننا، الحاضرُ في قلوبنا، قائد مسيرة الخير والعطاء، وباني نهضة هذه الأمة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - حين قال: "إن بناء هذا الوطن لا يمكن أن يقوم إلا على أكتاف أبنائه، وقد حان الوقت كي يتحمل ابن الإمارات هذه المسؤولية".
وفّقنا الله جميعاً لما فيه الخير لوطننا الحبيب.
قــائــد كــلـية زايـــد الثـانــي العسكــريـــة
العميد الركـن / عبـدالله محمــد الظاهــري